علامـتـان مـن علامات النهاية

لقد قال له المجد : " إنظروا الى شجرة التين فإنها إذا أورقت علمتم إن الصيف قد دنـا" , كذلك انتم إذا رأيتُم إن هذا واقع فإعلموا إن ملكوت الله قريب . فدعنا نرى بعض من العلامات التي بحدوثها نعلم ان النهاية اصبحت قريبة.

   الرؤيـا ( 13 - 11 ) : ورأيتُ وحشا آخر طالعا من الارض له قرنان كالحمـل وكان يتكلم كالتنين ( 12 ) ويستعمل كل سلطان الوحش الاول أمامه ويجعل الارض وسكانها يسجدون للوحش الاول الذي برئ جرحه المميت . ( 13 ) ويصنع عجائب عظيمة حتى إنه يُنزل ناراََ من السماء على الارض على مرآى الناس. ( 14 ) ويضل سكان الارض بالعجائب التي أُوتي أن يعملها أمام الوحش آمراََ سكان الارض أن يصنعوا صورة للوحش الذي كان به جرح السيف وعاش.( 15 ) وأُوتي أن يجعل في صورة الوحش روحاََ حتى تتكلم صورة الوحش وتأمر بقتل كل من لا يسجد لصورة الوحش . ( 16 ) وجعل الجميع الصغار والكبار. الاغنياء والفقراء , الاحرار والعبيد يتسمون بسمة في أيديهم اليمنى أو في جباههم. ( 17 ) ولا يستطع أحد منهم أن يشتري أو يبيع الا من كانت عليه السمة أو إسم الوحش أو عدد اسمه. ( 18 ) هنا الحكمة , من كان ذا فهم فليحسب عدد الوحش فإنه عدد إنسان وعدده ست مئة وستة وستون.


العلامة الاولى: وأوتي أن يجعل في صورة الوحش روحا حتى تتكلم صورة الوحش وتامر بقتل كل من لا يسجد لصورة الوحش .......

الرؤيا كانت في زمان يوحنا أي في أوائل القرن الاول الميلادي وفي رؤياه نُـقِـلَ إلى زمن النهاية وأُري صورة وهي تتكلم وتتأمر , وهو إِذ لم يكن يعرف ما هي الكهرباء ولا التلفزيونات , واراد أن يصف لنا ما رآهُ إعتقد إنَّ روحاََ ما دخل في الصورة وجعلها تتحرك وتتكلم.  وبإعتقادي إنهُ قد أُري صورة التلفزيون وفي وقتِِ قريب من وقتنـا الحالي حيثُ إن سماكة التلفزيون بشاشتِهِ في السنوات الاخيرة قد تم تطويرهُ بحيث لا يزيد عن سماكة الصورة العادية , وهذا النوع من التلفزيونات متوفر الآن في الاسواق كما في الصورة اعلاه , ويمكن وضعه على أي حائط وكأنَّهُ صورة جدارية.

ولكن من هذا الذي يستطع أن يعمل العجائب ويتكلم كالتنين أي كابليس ؟؟؟

فنسأل القديس بولس من هو ؟؟ فيقول في الرسالة الثانية لتسالونيكي :

2 تسالونيكي ( 2 ـ 3 ) : لا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا ويظهر إنسان الخطيئة إبن الهلاك ( 4 ) المعاند المترفع فوق كل ما يُدعى الهاََ أو معبوداََ حتى أنهُ يجلس في هيكل الله ويري من نفسه إنه هو الله . ..... ( 7 ) فإن سر الاثم آخِذُُ في العمل غير إن العائق يعوق الان الى أن يرفع من الوسط ( 8 ) حينئـذِِ يظهر الذي لا شريعة له فيهلكه الرب يسوع بنفس فـمه ويبطله بسني مجيئه ( 9 ) ويكون مجيئه بعمل الشيطان بكُلِ قوة وبالعلامات والعجائب الكاذبة ( 10 ) وبكل خدعة ظلم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق ليخلصوا .

هل بقي من شك من هو ؟ إنه المسيح الكذاب ويقول ويجلس في هيكل الله ويُرِي من نفسه إنه هو الله . وهذا معناه إنه كالحمـل ويتكلم كالتنـيـن. اي يدعي إنه هو المسيح الحي ولكنه إبليـس , قكما تجسد الله في المسيح الحي كذلك سيتجسد إبليس في المسيح الكذاب.  

العلامة الثانية: " لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا " فإيمان الناس وتمسكهم بالمسيح وفدائِـهِ في زمان القديس بولس أعاق ومنع ظهور المسيح الكذاب , ثم يذكر لنا القديس بولس ما الذي سيُمهد لظهور المسيح الكذاب فيقول " لانه لابد أن يسبق الارتداد اولا" , وهذا اليوم واضح للجميع إذ إِنَّ الايمان في معظم بقاع الارض خاصة في الدول الاوربية وامريكا قد وصل إلى ادنى مستوى ممكن , فاخذ الناس يتباهون بعدم إيمانهم بوجود الله ذاتـه, دعـكَ من فـداءه , ونسبة من لا زالوا يؤمنون تقل عن 15 أو 10 بالمئة من مجموع السكان وهي في تناقص سريع ومستمر  والكنائس اليوم في اوربا وامريكا فارغة وتباع بارخص الاسعار والكثير منها تـمَّ تحويلها إلى مكاتب وبارات ونوادي ليلية للخلاعة والسكر والعربدة.

وهناك علامات كثيرة أُخرى لقرب النهاية , ومنها الحروب التي إنتشرت في كل مكان والدول الغـنية والقوية تأكل الدول الفقيرة والضعيفة , وأيضاََ الاوبئة التي أخذت تنتشر في كل مكان مثل السرطان والإيدز وإنفلونزا الطيور وجنون البقر وكلها لا علاج لها وعلى الاقل في المستوى المنظور, وهناك أيضاََ القحط والمجاعات التي إبتدأت بالإنتشار بسبب الجفاف وتغير الطقس في العالم وبسبب حروب الجشع الغربي الذي يفتعل النزاعات في افريقيا واسيا وأمريكا الجنوبية وحتى اوربا ذاتها ولا يعرف حد من الحدود أو اي قيمة أخلاقية. وأيضاََ إنتشار الفحشاء والجنس المباح حتى أصبحت الفضيلة غريبة ومستنكرة واصبحت الرذيلة هي المقباس المتداول وضاع الحق والحقيقة في كل بقاع الارض واصبح الكذب والنفاق يسمى الدبلوماسية والسياسة والمصالح الدولية.

وهذه جميعـاََ تمهد الطريق لظهور المسيح الكذاب فتقول الرؤيا عنه بأنَّهُ سيصنع عجائب عظيمة فيفعل المعجزات كما كان المسيح الحي يعمل , ليثبت إنه هو المسيح الحقيقي. وينزِل ناراََ من السماء على الارض , نعم كلمة واحدة تنزِل النار من السماء على الارض , ويحترق كل شيء... بدون طائرات ولا قنابل فمن له اذنان فليسمع , فالكلام ليس في الماديات لتضعوا خطط الدفاع . وسيدفعون الى يده الى زمان وزمانين ونصف زمان ( كما قال دانيال ), أي سيعمل ما يشاء لثلاثة سنوات ونصف , هنا صبر القديسين ... وهنا إيمانهم , ولو لم تُقَصرَ الايام الى ثلاثة سنوات ونصف فقط لما خلصَ أحد.

فعلى يده تأتي الضيقة العظيمة التي تكلم عنها الانبياء والوحي . فيطلب من المؤمنين أن يتسموا بسمة على جباههم أو أيديهم اليمنى ويسجدوا لصورة الوحش...... ولا يستطع أحد أن يشتري أو يبيع الا من كانت عليه السمة , وهنا يسقط الشهداء الواحد تلو الاخر. فألضيقة تأتي على الذين في الداخل أي في ربع مساحة الارض اليابسة في العالم التي يتسلط عليها المسيح الكذاب , ويقيم الحرب والضيقة على الذين في خارج منطقة نفوذِهِ, ولكثرة الاثم تبرد محبة كثيرين ويخال إنه الحق نفسه , ويُخال أنه يُغير الازمنة والشريعة , وبعجائبه يحاول أن يضل حتى المختارين , لو أمكن.


ثُـم يقول في لوقا ( 21 - 25 ) : وتكون علامات في الشمس والقمر والنجوم وعلى الارض كرب أُمم بحيرة , البحر والامواج تضج. (26) والناس يُغشى عليهم من خوف وإنتظار ما يأتي على المسكونة لان قوات السموات تتزعزع. (27) وحينئذِِ يُشاهدون إبن البشر آتياََ على سحابة بقوة وجلال عظيمين .(28) ومتى إبتدأت هذه تكون فإنتصبوا وارفعوا روؤسكم لان نجاتكم تقترب. ( 29 ) وقال لهم مثلا إنظروا الى شجرة التين وكل الاشجار. ( 30 ) فإنها إذا أورقت علمتم إن الصيف قد دنـا. ( 31 ) كذلك انتم إذا رأيتُم إن هذا واقع فإعلموا إن ملكوت الله قريب. ( 32 ) الحق أقول لكم إنه لا يزول هذا الجيل حتى يكون الكل. ( 33 ) السماء والارض تزولان ولكن كلامي لا يزول .

نعم يقول الفادي متى ما إبتدأت علامات النهاية, فإنها ستستمر لفترة أقل من جيل واحد من بدايتها والى نهايتها , وبعدها يأتي ملكوت الله .

فيقول الرب: إنتصبوا وارفعوا روؤسكم ولا تحنوا هاماتكم أمام المسيح الكذاب وإبليس . اصمدوا وتعزوا فإن قدوم الرب قريب , وهو يقول السماء والارض تزولان ولكن كلامه لا يزول , فالارض ستزول وتحترق , والسماء ستطوى مثل الدرج (الكتاب), ولكن كلام السيد المسيح سيبقى الى أبد الاباد , ولما كان هو البداية والنهاية فلن يسقط حرفُُ واحد من كلامه حتى النهاية والابد.

بقلم / نوري كريم داؤد

17 / 02 / 2006 



"إرجع إلى ألـبــدايــة "